
مراكش 22 نونبر 2018 /ومع/ أكد مشاركون في ورشة نظمت، اليوم الخميس بمراكش، في إطار الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية ، أن الرؤية الإفريقية للأمن الحضري يجب أن يكون لها موقع ضمن استراتيجيات المحلية.
وحسب المتدخلين، فإن إشكالية الأمن الحضري لا يجب أن تحل فقط من طرف الحكومات، اعتبارا للإشكاليات التي تواجهها المدن الإفريقية، على مستويي الجريمة والعنف.
وشددوا في الورشة التي تمحورت حول “نحو كفاءة محلية من أجل أمن حضري، دور المعرفة في إنجاز الأجندة العالمية والإفريقية للمدن”، على أهمية الدور المحوري الذي يمكن أن تضطلع به المنظمات غير الحكومية والمنصات المواطنة، لما لها من معرفة عميقة ومحددة للواقع اليومي للساكنة، فضلا عن قدرتها على جمع وتأطير المواطنين.
واعتبر السيد كوزياوو نتاندوينكوسي لوكي الخبير الجنوب إفريقي في قضايا الأمن الحضري، أن محاربة التفاوتات والإقصاء الاجتماعي والمجالي والبطالة وضعف الخدمات الأساسية، يمكن أن تفضي لأفضل النتائج في حال مباشرتها بتنسيق مع الفاعلين المحليين.
وقال إن من شأن إشراك الحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية تحقيق تشخيص أفضل ومساهمة أنجع في بلوغ الأهداف المسطرة.
وأبرز الخبير أهمية صناع القرار ببعض المدن والذين يتقاسمون الممارسات الجيدة في المساهمة في بلوغ أهداف الأجندة العالمية والإفريقية للمدن، داعيا إلى إحداث منصة متخصصة في الأمن الحضري داخل مدن القارة السمراء وتنظيم منتديات إقليمية حول هذه التيمة.
ومن جانبه، اعتبر السيد جوما أسياغو المسؤول بمنظمة الأمم المتحدة للإسكان أن “الأمن ضرورة قصوى في تحقيق هدف مدينة ذات جاذبية”، مبرزا أن المدن مدعوة لتعزيز تعاونها مع جهازي الأمن والقضاء ومع المجتمع المدني.
وأشار إلى أن دلائل مفصلة تم نشرها من طرف البرنامج الأممي لمساعدة المدن على تدبير أمثل لأمنها، من خلال اقتراح تصورات جديدة وآليات عملية للتشخيص، وإعداد وتنفيذ وتقييم سياسات الأمن الحضري.
ووفق المسؤول الأممي، فإن استعمال التكنولوجيات الحديثة لبلوغ الأهداف وتتبع إنجازها مع تحديد مناطق الخطر، له أهميته، مسجلا ضرورة إدراج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والمجالية عند وضع أي سياسة تهم الأمن الحضري، مستدلا في هذا الصدد بمدينة روتردام التي تعد نموذجا يحتذى في هذا المجال.
كما ناشد السيد أسياغو ، من جهة أخرى ، إحداث مختبرات حضرية توفر الفرصة لاعتبار المدن كمختبر لتجريب وتقييم الإجراءات الأمنية.
وخلال هذه الورشة، تم استعراض تجربة المدن جنوب إفريقية لإبراز “كيف أن المعطيات يمكنها المساعدة على تسطير خطط محلية على أساس أجندات عالمية وإقليمية”، لاسيما من خلال معالجة الأمن الحضري كبعد تنموي مرتبط بانتشار الجريمة.
ويلتئم في الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 24 نونبر الجاري، أكثر من 5 آلاف مشاروشددك، يمثلون الجماعات الترابية الافريقية، وشركاء ينتمون لمناطق أخرى من العالم، ووزراء مكلفون بالجماعات المحلية والسكنى والتنمية الحضرية والوظيفة العمومية، إلى جانب السلطات والمنتخبين المحليين والمسؤولين عن الإدارات المحلية والمركزية، ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص.