
جماعة مول البركي (إقليم آسفي) – يجسد المركز الاجتماعي مول البركي، منذ تشييده من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الجماعة القروية مول البركي التابعة لإقليم آسفي، اهتمامها الملموس والراسخ بتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للشباب والنساء المنحدرين من العالم القروي.
ويعكس هذا المركز، الذي تم تصميمه وفق طراز عصري، بغرض توفير مختلف الأجواء اللازمة لتكوين فعال وتعلم جيد للأشخاص المستهدفين، بارقة الأمل التي تقدمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للفئات الضعيفة والمنحدرة من مناطق نائية ومعوزة، من خلال التركيز على مؤهلاتها وتعزيز مهاراتها وتهييئها لولوج سوق الشغل، كما يتوخى تمكينها من مصدر دخل قار، حتى يصبحوا مواطنين فاعلين في العديد من الجهود التنموية المندمجة.
ويروم هذا المركز، ذو الطابع الاجتماعي والتضامني بامتياز، الذي تتولى تسييره جمعية الأمل مول البركي، توفير الدعم المعنوي اللازم للفئات المستهدفة، فضلا عن المساهمة في تأهيلها وتمكينها من اكتساب مهارات ومعارف جديدة، وتعلم حرف جديدة، ومن ثمة، خلق نشاط مدر للدخل يضمن إدماجها بشكل أفضل في سوق الشغل.
ويندرج المركز ضمن البرامج التي تقودها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي ما فتئت تجعل العنصر البشري ركيزتها الرئيسية و محركا لأي استراتيجية تنموية ناجحة، ويتماشى أيضا مع الجهود الحثيثة المبذولة على الصعيدين الإقليمي والوطني من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفئات المستهدفة، وخلق قيمة مضافة، وتعزيز الاستقلال المالي للمرأة القروية وضمان تكوين أفضل للشباب وإدماجهم في سوق الشغل.
ويهدف هذا المركز، الذي يضم قاعة استقبال وورشات عمل وفضاء للعرض ومرافق إدارية ومساحة خضراء، إلى تكوين النساء والشباب في حرف الخياطة والتصميم والطبخ والحلاقة والتجميل والنسيج والطرز والترويج للمنتجات المحلية.
ويساهم المركز الاجتماعي مول البركي، الذي تم تشييده في أواخر شهر دجنبر 2021، في الجهود الرامية إلى محاربة الأمية، بتوفيره لحصص الدعم المدرسي، فضلا عن دورات تكوينية في المعلوميات.
ويتوخي المركز تيسير انفتاح المرأة وادماجها الفعال في الجهود التنموية على الصعيد الإقليمي، ومحاربة التهميش والإقصاء الاجتماعي، وتنظيم دورات تكوينية للفئات المستهدفة في مختلف الحرف، إضافة إلى مساعدة الشباب ضحايا الهدر المدرسي بالعالم القروي.
كما يتيح المركز للمرأة القروية فرصة الاعتماد على الذات، وتحقيق انبثاقها، وتنمية قدراتها، مع تشجيعها على أن تصبح فاعلة نشطة في التنمية المحلية والوطنية، من خلال مشاركتها في جميع الأنشطة والمبادرات التي تشمل مختلف الميادين (البيئة والتكوين والتعليم) والتي من شأنها تحقيق التنمية في هذا الجزء من التراب الوطني.
ووصفت رئيسة جمعية الأمل مول البركي ومديرة المركز، عائشة اضريبين، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، هذه المبادرة بال”ممتازة” و”مناسبة للغاية”، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتضع العالم القروي في صلب أولوياتها، مشيرة إلى أن العالم القروي بحاجة إلى هذا النوع من البنيات التحتية أكثر من أي وقت مضى.
وأفادت بأن المركز الاجتماعي مول البركي يستفيد منه مواطنون ينحدرون من 18 دوارا، لافتة إلى هذه البنية التي تظل “نشطة للغاية على اعتبار أنها توفر دعما ملحوظا للصناعة التقليدية المحلية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه المنتجات”.
وعبرت عن غامر فرح ساكنة جماعة مول البركي بوجود مثل هذا المركز، مشيرة إلى أنه يقدم سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى تمكين المستفيدين من تعلم حرفة، مما سيتيح لهم الحصول على دخل.
كما أبرزت جاهزية النساء القرويات وانخراطهن الكامل في الأنشطة التي يقدمها المركز، والذي يضم أربعة مكونين، معبرة عن قناعتها التامة بضرورة المساهمة في الجهود التنموية المحلية.
كما اغتنمت الفرصة لتبرز جميع النتائج الإيجابية والملموسة التي حققتها إلى حد الآن النساء القرويات المنخرطات في هذا المركز، مشيرة إلى أنه ابتداء من هذه السنة، سيتم الشروع في عدة دورات تكوينية، بالإضافة إلى دورات محو الأمية والتكوين في المعلوميات، لتمكين النساء والشباب من تعلم وإتقان جميع التقنيات والمهارات المتعلقة بالحرف التي يزاولونها.
يذكر أن عدد الشباب المستفيدين من أنشطة هذا المركز يبلغ 40 مستفيدا، بينما يصل عدد النساء المستفيدات من التكوين في تخصصات الخياطة والتصميم إلى 20 مستفيدة، بالإضافة إلى 18 فتاة من اللواتي أجبرن على مغادرة مقاعد المدرسة.