مركز استقبال الأطفال في وضعية إعاقة، تكريس ملموس لجهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة هذه الفئة الهشة

الصويرة – منذ إطلاقها سنة 2005 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أظهرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي توجد حاليا في مرحلتها الثالثة، التزاما راسخا بتحسين أوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

ووفاء لفلسفتها ونهجها القائم على القرب من الفئات المعوزة، لا سيما تلك التي تعاني من إعاقة أو توجد في وضعية صعبة، عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دوما على تحسين أوضاعها المعيشية وتقوية قدراتها، خاصة الأطفال، كإحدى أولوياتها في إطار برنامجها المخصص لـ”مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”.

ففي هذا الاتجاه يندرج مركز استقبال الأطفال في وضعية إعاقة بمدينة الصويرة، كبنية سوسيو-تربوية رائدة على صعيد الإقليم، والتي تأتي كأبلغ مثال على الجهود المبذولة في إطار هذا الورش الملكي الضخم، من أجل تمكين هذه الفئة الهشة، وتحقيق اندماجها السوسيو-اقتصادي، من خلال حزمة من الخدمات ذات جودة في مختلف المجالات.

وتتوفر هذه البنية العصرية، التي أنجزت في إطار برنامج دعم الأشخاص في وضعية هشاشة، على التجهيزات اللازمة، والتي تتلاءم تماما مع احتياجات الفئات المستهدفة، أي الأطفال والمراهقين في وضعية إعاقة، والذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 18 سنة.

ويعتبر هذا المركز، الذي شيد على مساحة 555 مترا مربعا، وتطلب إنجازه وتجهيزه غلافا ماليا قارب 8 ملايين درهم، نتيجة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلسين الإقليمي والمحلي للصويرة.

وتقدم هذه البنية الهامة، التي تأتي لتعزز الخدمات الاجتماعية التي تستهدف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بإقليم الصويرة، وتتألف من مكاتب وإدارة ومرافق موجهة للأنشطة السوسيو-تربوية والطبية والرياضية، خدمات في المجالات الاجتماعية والطبية وشبه الطبية، والتكوين، والترويضالنفسي الحركي، وإعادة التأهيل الجسدي والدعم النفسي.

وأبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الصويرة، عبد الصمد خيري، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية وتنوع الخدمات التي تقدمها هذه البنية لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، مشددا على أهمية استدامة الخدمات التي يقدمها هذا المركز، الذي تم إنشاؤه في إطار تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وأوضح السيد خيري أنه تم إطلاق دعوة لإبداء الاهتمام من أجل ضمان تدبير أمثل لهذا المركز بشراكة مع التعاون الوطني، وأبدت ثلاث جمعيات اهتمامها قبل أن تكون لدى هذه الأخيرة مجتمعة الفكرة الحكيمة لإنشاء جمعية واحدة مسؤولة عن تسيير هذه المؤسسة الهامة.

من جهتها، ذكرت رئيسة الجمعية المسؤولة عن تسيير المركز، زكية فخش، بأن افتتاح هذا المركز الأول من نوعه بالإقليم، تم في أبريل 2022، مشيرة إلى تضافر الجهود للشروع، بعد افتتاحه مباشرة، من أجل تقديم خدماته وأنشطته للفئات المستهدفة، خاصة وأن الصويرة لم تكن تتوفر على مؤسسات من هذا القبيل.

وأوضحت أن عدد الأطفال المسجلين، حتى الآن، يبلغ 241 طفلا، يستفيدون بالتناوب من خدمات المركز وفق برنامج محدد يراعي الطاقة الاستيعابية، مبدية ارتياحها إزاء جودة التجهيزات التي يتوفر عليها المركز بفضل الدعم والتمويل اللذين عبأتهما المبادرة.

وكشفت السيدة فخش أن الهدف النهائي يكمن في تعزيز قدرات هؤلاء الأطفال من أجل تسهيل اندماجهم السوسيو- اقتصادي، مشيرة إلى أن 40 طفلا يستفيدون من الدعم المدرسي، و50 آخرين من مختلف الأنشطة الموازية.

وتعد مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة أحد المحاور الرئيسية لتدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال مرحلتها الثالثة، عبر سلسلة من الأعمال الهادفة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة وتوفير إطار للعيش يحفظ كرامة هؤلاء الأشخاص، عبر تمكينهم من الدعم والتوجيه اللازمين لاندماجهم السوسيو- اقتصادي.